0 تصويتات
منذ في تصنيف مناهج التعليم بواسطة

خطبة بعنوان خلق التضحية عيد الأضحى المبارك 1446

الإجابة الصحيحة هي كالتالي 

الخطبة الأولى

  (خلق التضحية ) (عيد الأضحى) 7

الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

اليوم هو يوم عيد الأضحى المبارك ، أعاده الله على المسلمين باليمن والخير والبركات ، وهذا اليوم هو من أعظم أيام العام عند الله تعالى ، ففي السنن لأبي داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ))، ويوم النحر هو يومكم هذا ، أما يوم القر: فهو يوم الاستقرار في منى ، وهو يوم غد إن شاء الله ( يوم الحادي عشر من ذي الحجة ).ويأتي هذا العيد ويذكرنا بخلق عظيم ، إنه خلق التضحية . والتضحية ليست مقصورة على ذبح الأضاحي فقط اقتداء بخليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام ، ولكنها أشمل من ذلك وأعم وأوسع ، فالتضحية تعني : بذل كل ما يستطيع المسلم تقديمه وبذله والتضحية به، من النفس، والمال، والوقت ،والحياة ،والجهد، وغيرها ،وذلك ابتغاء مرضاة الله ، ولأجل إعلاء دينه وشرعه، وإظهار الحق، ومحق الباطل، ونشر الإسلام، وهداية الناس إلى صراط الله المستقيم ،وكان رسول صلى الله عليه وسلم ، أكثر الناس تضحية ، فقد قام بتبليغ رسالة الإسلام للناس ، وضحى من أجل ذلك بنفسه وماله ووطنه وأهله ، فقد تحمل صلى الله عليه وسلم أذى كفار قريش ، ومقاطعتهم له ولمن معه ، وقاتلوه ، فجاهد صلى الله عليه وسلم في سبيل الله ، وضحى بكل ما يملك ،طوال حياته . وقد اقتدى الصحابة رضوان الله عليهم بالرسول صلى الله عليه وسلم فضحوا بالنفس و المال والأهل والوطن ، وبكل غال : فهذا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه، يضحي بنفسه عندما بات في فراش رسول الإسلام ليلة الهجرة ، ليوهم كفار قريش أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال نائما في فراشه ، وهو يعلم يقينا أنهم سوف يقتلون من ينام على هذا الفرش ، ظنا منهم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهذا الصحابي الجليل حنظلة ، غسيل الملائكة ، رضي الله عنه ، فقد ضحى بنفسه عندما خرج للجهاد صبيحة ليله زفافه ، وقبل أن يغتسل من جنابته ، وسقط شهيدا في غزوة أحد . ففي سنن البيهقي (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِنَّ صَاحِبَكُمْ تَغْسِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ يَعْنِى حَنْظَلَةَ فَاسْأَلُوا أَهْلَهُ مَا شَأْنُهُ ». فَسُئِلَتْ صَاحِبَتُهُ فَقَالَتْ : خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ حِينَ سَمِعَ الْهَائِعَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:« لِذَلِكَ غَسَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ » ،وهذا هو الصحابي عمرو بن الجموح ، وكان رجلا أعرجا وكبيرا في السن ، و قد أصر على الخروج للجهاد في غزوة أحد رغم عرجته وكبر سنه ، وحاول أبناؤه منعه من الذهاب للجهاد ، ولكنه أصر على التضحية والمشاركة قائلا : والله اني لأرجو ان اطأ بعرجتي هذه الجنة فما زال يقاتل حتى استشهد في سبيل الله . ففي مسند أحمد (أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِى بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : « كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِى بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ » وهذه هي الصحابية أم عمارة نسيبة بنت كعب ، تضحي بنفسها وتشارك المجاهدين في غزوة أحد ،وتدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحمي ظهره ،حتى أثخنتها الجراح .ولم تكن التضحية حكرا على الكبار من الرجال والنساء ، بل إن الصغار من الغلمان ضحوا بأنفسهم في سبيل الله ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا. فَقَالَ يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. قَالَ فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ ،فَغَمَزَنِي الآخَرُ ، فَقَالَ مِثْلَهَا – قَالَ – فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِى جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ فَقُلْتُ أَلاَ تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِى تَسْأَلاَنِ عَنْهُ قَالَ فَابْتَدَرَاهُ فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا حَتَّى قَتَلاَهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَاهُ. فَقَالَ « أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ». فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُ. فَقَالَ « هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ». قَالاَ لاَ. فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ « كِلاَكُمَا قَتَلَهُ ».

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية (خلق التضحية ) (عيد الاضحى) 7

الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

ومازال حديثنا موصولا عن التضحية بالنفس ، فقد روى ابن عساكر في تاريخه : أن عمر وجّه جيشًا إلى الروم فأسروا عبد الله بنَ حذافة فذهبوا به إلى ملكهم، فقال له ملك الروم: تنصّر أقاسمْك مُلْكي وأزوّجْك ابنتي، فرفض عبد الله، فقال له ملك الروم: تنصر أُعطِك ملكي كلَّه، وأزوِّجْك ابنتي، فرفض فأمر ملك الروم به أن يُصلب، ويَرمِي الرماة حول أطرافه وأن لا يصيبوا منه مقتلًا، ثم أمر به فأُحضِر، فعرض عليه النصرانية فأبى، فأمر ملك الروم بإناء كبير أن يُملأ زيتًا ثم يُوقدَ عليه حتى يغليَ، ثم أمر بواحد من أسرى المسلمين فأُلقِي في هذا الزيت فتحول إلى عظام في الحال، وعبد الله ينظر، فعرض عليه النصرانية فأبى، فأمرهم أن يحملوه ويلقوه في الزيت، فلما حملوه بكى، فأمرهم أن يرجعوا به فقال له عبد الله: لا تظنَّ أني إنما بكيتُ جزعًا من الموت، ولكني كنتُ أتمنى أن يكون لي من الأنفس بعدد ما في جسمي من الشعرات، ثم تُسلَّطَ عليَّ فتَقتلَني، ثم أُبعثَ فتُسلَّطَ عليَّ فتقتلَني، فلما علمْتُ أنه ليست لي إلا نفْس واحدة يُفعَل بها هذا في سبيل الله بكيت، فقال له ملك الروم: قبِّل رأسي وأنا أطلق سراحك، فقال: أفعل بشرط أن تطلق سراح من معي من المسلمين، فوافق، ففعل، وكان معه ثمانون من المسلمين، فلما رجعوا إلى عمر بن الخطاب قال: حقٌّ على كل مسلم أن يقبِّل رأسَ عبدِ الله وأنا أبدأ، فقام فقبَّل رأسَه. هكذا ضحى هؤلاء الأبطال بأنفسهم في سبيل الله ، فكان لهم عند الله حسن الثواب ،قال تعالى : (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) (49):(54) ص ، وكل عام وأنتم بخير ، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (180): (182) الصافات

2 إجابة

0 تصويتات
منذ بواسطة
 
أفضل إجابة
الخطبة الأولى

 (عيد الأضحى (القلب السليم) مختصرة

الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

يقول الله تعالى في محكم آياته على لسان نبيه إبراهيم :﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 87 – 89].

إخوة الإسلام

دائما ما يذكرنا عيد الأضحى المبارك بنبي الله إبراهيم عليه السلام ،لأنه وولده اسماعيل رفعا قواعد البيت الحرام ،والكعبة المشرفة ،التي يطوف حولها الحجيج ،وهذه الآيات التي تلوتها عليكم جاءت في القرآن الكريم على لسان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وهي من جملة دعائه – فقوله -عليه السلام- (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) فهذا دليل على أنّه لن ينجو من العذاب يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم ،والمقصود بالقلب السليم : هو القلب الذي سلم من الشّرك والكفر والنفاق، وهو القلب الذي يوقن بأنّ الله حقّ ،وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله تعالى يبعث من في القبور ،القلب السليم: هو القلب الذي سلم من الغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا ،هو القلب الذي سلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض الإيمان، ومن كل شهوة تعارض أمره، القلب السليم: هُوَ الْقلبُ الَّذِي قد سَلمَ أمره لرَبه ،وَلم تبْق فِيهِ مُنَازعَة لأمره ،فَهُوَ سليم مِمَّا سوى الله ،ولَا يُرِيد الا الله ،وَلَا يفعل إِلَّا مَا أمره الله ،فَالله وَحده غَايَته ،وأمره وشرعه وسيلته وطريقته ، وَمَتى كَانَ الْقلب كَذَلِك ،فَهُوَ سليم من الْبدع وسليم من الْبَاطِل روى الشيخانِ عنِ النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. وروى أحمدٌ عن أنس بن مالك قَالَ :كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّه: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ) .

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية (عيد الأضحى (القلب السليم)

الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

فما أعجب أمر القلوب! وما أسرع تغيرها! وما أشد تقلبها! وسبحان مَن خلقها وجعلها ملوكَ الأبدان؛ إذا صلُحت صلُح البدن كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، وهي من أهم صفات المؤمنين الدالة على حسن إيمانهم، ونبل أخلاقهم – سلامةَ صدورهم، وصفاءَ قلوبهم، وطهارة ألسنتهم، فهي قلوب سليمة ليس فيها إلا محبة الخير للغير، وألسنٌ لا تنطق إلا بالطيب من القول، والجميل من الدعاء، وفي سنن ابن ماجة : (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَىُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ « كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ ». قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ « هُوَ التَّقِىُّ النَّقِيُّ لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْىَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ »، فهنيئًا لمن داوم على إصلاح قلبه، وتعاهَدَهُ بحسن الرعاية والعناية، وعمِل على تطهيره من أدواء القلوب وعِلَلِها.

أيها المسلمون

ومن أهم أسباب سلامة القلوب: النصح لكل مسلم؛ فهو من الأعمال الدالَّةِ على صفاء السريرة، وسلامة الصدر، وطهارة القلب، ولا يكمل إيمان المسلم حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، وحتى يكره لأخيه ما يكرهه لنفسه، ومن أهم أسباب سلامة القلوب: الدعاء؛ فإن تَرْكَ الدعاء يُعَدُّ من أسباب الكِبْرِ، والكبر من أخطر أمراض القلوب؛ والقلب السليم ليس به كبر ،ومن أهم أسباب سلامة القلوب: الرضا؛ فالرضا – كما يقول ابن القيم رحمه الله – باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومُستراح العابدين، مَن ملأ قلبه بالرضا، ملأ الله صدره أمنًا وغِنًى ،ومن أهم أسباب سلامة القلوب: التسامح؛ فالحق جل وعلا يقول في محكم تنزيله: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]، ومن أهم أسباب سلامة القلوب: حسن الظن بأخيك المسلم؛ والتماس الأعذار، وإقالة العثرات، والتغاضي عن الزَّلَّات ،

أيها المسلم

فانظر إلى قلبك فأنت وحدك دون الناس من يبصره! قد ينظر الناس إلى هيئتِك، إلى عملك، إلى تصرّفاتك، إلى سلوكك، ولكنهم لا يرون ما انطوى عليه قلبك، فانظر أنت إلى قلبك وفتشه، هل فيه غِش؟ هل فيه حِقد؟ هل فيه مرض؟ قبل أن يجيء العرض على ربك الذي لا تخفى عليه خافية {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} [العاديات9 :11]. ففتش قلبك، وانظر حالك، لن ينجو في الآخرة إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم، فاللهم سلم قلوبنا من كل داء ووفقنا لما تحبه وترضاه وكل عام وأنتم بخير سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله
0 تصويتات
منذ بواسطة
خطبة عيد الأضحى

خطب جاهزة عيد الأضحى المبارك

الخُطْبَة الأُولَى

الحمد لله، مُعيد الجمع والأعياد، ومُبيد الأمم والأجناد، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه؛ إن الله لا يخلف الميعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ولا أنداد، وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله المفضل على جميع العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، إلى يوم الحشر والتناد، وسلم تسليماً كثيراً.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكر وكبر، الله أكبر كلما لبَّى حاجّ وكبّر، الله أكبر عدد ما حمد الله حامد وشكر، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

أما بعد: فاتقوا الله -معاشر المؤمنين والمؤمنات- حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) البقرة: 197 واشكروه على مِنّته؛ فها قد مَنَّ عليكم ببلوغ العشر من ذي الحجة خير أيام العمل الصالح، وها نحن في يوم عظيم قدره وجليل أمره، وعظيم أثره؛ فيومكم هذا -عباد الله- هو يوم النحر، ويوم الحج الأكبر؛ وهو أفضل أيام السنة، ويتلوه أيام التشريق، وكلها عيد أهل الإسلام.اليوم، يوم الذكر والشكر، والذبح والنحر، وفيه هذه الصلاة العظيمة، وبعدها يُتقرَّب لله –تعالى- بالضحايا؛ فما أعظم فضل الله -تعالى- على عباده، وما أشد رحمته بهم؛فـ(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) الأعراف 43.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.العيد يوم سلام وصفاء ووئام، يوم تهنئة ودعاء؛ وهو فرصة لإصلاح ذات البين، وإحياء المودة، وطي صفحة الشقاق؛ (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)الإسراء36 ويقول النبي ﷺ (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال،يلتقيان فيُعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)متفق عليه

فابتهجوا بعيدكم، وتسامحوا، وتصافحوا، وانشروا الفرحة على من حولكم، وتخلقوا بأخلاق الإسلام، برّوا آباءكم، وصلوا أرحامكم، وأكرموا جيرانكم، ووقّروا كباركم وعلماءكم، وتعاهدوا مرضاكم، وتصدقوا على فقرائكم؛ ارحموا تُرحموا، واغفروا يُغفر الله لكم، وكونوا عباد الله إخوانًا، وعلى الحق أعواناً.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

اتقوا الله معاشر المسلمين؛ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال 46 فعليكم بالجماعة، ولا تنزعوا يداً من طاعة، واحذروا البدع والمحدثات وجانبوا أهل الأهواء والخرافات، قال ﷺ «وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)

واحذروا غاية الحذر من الفِرَق الضالة، والمناهج المنحرفة؛ ففي اتباعها الشر والضرر، (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام153

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: عيد الأضحى يوم التضحية والفداء، ويوم الفرح والصفاء، يوم المكافأة من رب الأرض والسماء، فالأضحية شعيرة إسلامية، وملة إبراهيمية، وسنة محمدية، قال أنس رضي الله عنه: «ضحَّى النبي ﷺ بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسَمَّى وكَبَّر»متفق عليه وقال حين ذبح: «باسم الله، اللهم تقبل من محمد، وآل محمد، ومن أمة محمد»أخرجه مسلم.وذبح الأضاحي من أفضل ما يتقرب به إلى الله -تعالى- في يوم النحر وأيام التشريق، وهو أفضل من الصدقة بثمنها، وتجزئ الشاة عن الرجل وأهل بيته، والبدنة والبقرة عن سبعة، ولا يجوز للمضحي أن يبيع شيئاً من أضحيته، ولا أن يعطي الجازر أجرة عمله من لحمها أو جلدها؛ ولكن له أن يعطيه منها صدقةً أو هديةً.واعلموا -رحمكم الله- أن وقت ذبح الأضاحي يبدأ بعد الفراغ من صلاة العيد، وينتهي وقتها بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر، ومن المستحب: أن يأكل منها ثلثًا، ويهدي ثلثًا، ويتصدق بثلث؛ (فَكُلُوا مِنْهَا وأطْعِمُوا البَائِسَ الفَقيرَ) الحج: 28 فكلوا وتصدقوا؛ وضحوا تقبَّل الله ضحاياكم، وطيبوا بها نفساً.تقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاد علينا وعليكم هذه الأيام بأحسن الأحوال.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً.اللهم بارك لنا في القرآن والسنة، وانفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.

وبعد: فاعلموا -رحمكم الله- أن أيامكم هذه أيام هَدْي وأضاحٍ، وعجّ وثجّ، وتكبير وتهليل، وحمدٍ وشكر، ولذلك يحرم صيام يوم العيد وأيام التشريق، إلا لمن يجد الهدي من الحجاج، فكبروا الله واذكروه على ما هداكم في كل وقت، ودبر الصلوات إلى آخر أيام التشريق.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

يا نساء المسلمين: اتقين الله في أنفسكن، وحافظن على الصلوات المكتوبات في أوقاتهن؛ فإنهن مفتاح كل خير، وأخرجن الزكاة، وتصدقن وأكثرن الاستغفار فإنها وقاية من النار، وعليكن بالحجاب والاحتشام، وليكن لكن في أمهات المؤمنين أسوة، وفي بنات النبي قدوة، (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الأحزاب: 32- 33

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد

إخوة الإسلام: لقد اجتمع لكم اليوم عيدان جمعة وعيد، ولله الحمد والمنة، وقد روى أبو داود في سننه أنه - ﷺ قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون»؛ فمن صلى العيد، أجزأته عن الجمعة، ويصليها ظهراً في بيته، والإمام يقيم الجمعة بمن حضر لصلاتها ممن صلى العيد وممن لم يصلِّ العيد.فاشكروا الله واحمدوه على نعمه الظاهرة والباطنة، واجعلوا عيدكم، عيد طاعة وشكران، ولا تكدروه بالذنوب والعصيان.الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

اللهم أسعد في هذا العيد قلوبنا، وفرِّج همومنا، واقضِ ديوننا، واشفِ مرضانا، وارحم موتانا، يا ذا الجلال والإكرام.اللهم اجعل بلادنا بلاد إيمان وأمان، ورخاء وسعة رزق، واصرف عنها الشرور والفتن، ما ظهر منها وما بطن.اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، وأنج عبادك المستضعفين في كل مكان، وكن لهم وليًّا وظهيرًا، واحقن دماءهم اللهم تقبّل حج الحاجين وسعي الساعين، وتضحية المضحين، اللهم وآتِهم ما وعدتهم من أجر وغنيمة.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى حل الصواب ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...